ثقافة الاقنعة
صفحة 1 من اصل 1
ثقافة الاقنعة
ثقافة الاقنعة
---------
سبعون عاما وانا عندما اعد نفسي للخروج من منزلي
اضع قناعي
سبعون عاما وانا اتقنع به لا هو فارقني ولا انا تركته
به عرفني الناس وبه عرفتهم
كل صباح المعه وانظفه وارتديه
اذهب به الى عملي واذهب به الى اهلي واذهب به الى اصدقائي
لم ير احد وجهي الحقيقي لاصديق ولا قريب
هكذا اخطرت منذ ولادتي ان علي ان اضع قناعي كجزء من حياتي
وان اتعود عليه
كلنا نحن هنا نضع الاقنعة ولا نخلعها ابدا الا قبل النوم ونحن نحدث انفسنا
اه كم وددت حينا ان احطم قناعي وان اري الجميع وجهي ولكن لطالما حذروني اهلي
ان على الانسان الا لا يخلع قناعه والا كرهه الناس وبغضوه
عليه ان يبقى مثلهم مقنع عن وجهه
قناعي قناعي قناعي
انه لا يحجب وجهي فقط بل وفكري وعلي دائما ان احرص على ان اخفي افكاري وارائي بقناعي
فهكذا يحبك الناس هكذا اوصاني جدي
فانا لا اتحدث كلمة الا وارسل معها قناعي
لم اعلم لما القناع مهم الى هذه الدرجة الى ان قررت يوما عندما كنت فتيا ان اخلعه دون اعلام احد
ولكن يومها احدا لم يرقه وجهي ولم يستسيغ كلامي ولا حتى ارائي
بل الكل رماني حينا بالسفه وحينا اخرى بالجنون ولم اخلعه منذ حينها
ويوما ما استقبلت زائرا من دولة اخرى وعندما اودعته فندقه قلت له مازحا يمكنك خلع قناعك الان
فتجشم وجه وقال لي
سيدي الكريم ان في بلدنا المجاملة والتصنع من محقرات الصفات فنحن نحن لا ما يريده الاخرون منا
فسئلته الا تخاف ان يكرهك الاخرون من صراحة ارائك فقال هي تلك مشكلتهم من لديه شيء فليخبرني ومن لا يجرا فليمت بغيظه
ومنذ ذاك اليوم لم اخلع قناعي لاني اعتدت عليه مذ كنت فتي الا ان كل ما
فعلته هو اني لم اصنع لولدي قناعا مثلما فعل لي والدي وعلمته كيف يقف
عاريا امام رياح الحياة يقول مايريد ويفكر كيفما يريد لان اي حياة سيعيشها
ان لم يواجهها بوجهه عاريا امام تحدياتها ولم سيتقنع ألأشخاص زائلون مثله ؟
بقلم محمود أغيورلي
---------
سبعون عاما وانا عندما اعد نفسي للخروج من منزلي
اضع قناعي
سبعون عاما وانا اتقنع به لا هو فارقني ولا انا تركته
به عرفني الناس وبه عرفتهم
كل صباح المعه وانظفه وارتديه
اذهب به الى عملي واذهب به الى اهلي واذهب به الى اصدقائي
لم ير احد وجهي الحقيقي لاصديق ولا قريب
هكذا اخطرت منذ ولادتي ان علي ان اضع قناعي كجزء من حياتي
وان اتعود عليه
كلنا نحن هنا نضع الاقنعة ولا نخلعها ابدا الا قبل النوم ونحن نحدث انفسنا
اه كم وددت حينا ان احطم قناعي وان اري الجميع وجهي ولكن لطالما حذروني اهلي
ان على الانسان الا لا يخلع قناعه والا كرهه الناس وبغضوه
عليه ان يبقى مثلهم مقنع عن وجهه
قناعي قناعي قناعي
انه لا يحجب وجهي فقط بل وفكري وعلي دائما ان احرص على ان اخفي افكاري وارائي بقناعي
فهكذا يحبك الناس هكذا اوصاني جدي
فانا لا اتحدث كلمة الا وارسل معها قناعي
لم اعلم لما القناع مهم الى هذه الدرجة الى ان قررت يوما عندما كنت فتيا ان اخلعه دون اعلام احد
ولكن يومها احدا لم يرقه وجهي ولم يستسيغ كلامي ولا حتى ارائي
بل الكل رماني حينا بالسفه وحينا اخرى بالجنون ولم اخلعه منذ حينها
ويوما ما استقبلت زائرا من دولة اخرى وعندما اودعته فندقه قلت له مازحا يمكنك خلع قناعك الان
فتجشم وجه وقال لي
سيدي الكريم ان في بلدنا المجاملة والتصنع من محقرات الصفات فنحن نحن لا ما يريده الاخرون منا
فسئلته الا تخاف ان يكرهك الاخرون من صراحة ارائك فقال هي تلك مشكلتهم من لديه شيء فليخبرني ومن لا يجرا فليمت بغيظه
ومنذ ذاك اليوم لم اخلع قناعي لاني اعتدت عليه مذ كنت فتي الا ان كل ما
فعلته هو اني لم اصنع لولدي قناعا مثلما فعل لي والدي وعلمته كيف يقف
عاريا امام رياح الحياة يقول مايريد ويفكر كيفما يريد لان اي حياة سيعيشها
ان لم يواجهها بوجهه عاريا امام تحدياتها ولم سيتقنع ألأشخاص زائلون مثله ؟
بقلم محمود أغيورلي
__________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى